الخميس، 1 أكتوبر 2020

مشروع فلم سينمائي

 


 

كم مرة شاهدت فلم وصفقت للنهاية الدراماتيكية الأسطورية؟

يدفعنا هذا بشدة للوصول إلى نهاية مشابهة، ومع بداية كل سنة نلتحق بركب "كتابة الأهداف" واللذين ينتهجون " لن أبلغ المجد حتى ألعق الصبرا" فنلعق الكثير من الصبر حتى نصبح بين باب مقفل وهدف لم يتحقق ويحيطنا اليأس من جميع الاتجاهات ونشعر بأننا محاصرين بالفشل وأن القدر المكتوب يحمل لنا "قرادة الحظ" وأن قصتنا لن تتوج بالنهاية الأسطورية المتوهجة.

مؤسف!

قصة فشل أليس كذلك؟ أنه نمط متكرر يحدث للجميع حتى أصبحنا نظن بأن الجميع "فشلة" وأن الناجح هو من حارب الحياة وقطع المسافات بمشقة وواجه الفشل بشجاعة حتى وصل لتلك النهاية وبالطبع لديه "حظ حلو" وما أندر ذلك الحظ!

نعيش في كم هائل من التظليل والوهم، بدًا بفكرة الحظ ووصولاً لصناعة الأمجاد وترك الأثر، لن تحتاج الأرض إلى بصمات 7 مليار شخص .. اطمئن! لن تنتهي حياتنا إذا لم تعمل لتنقذنا، البشرية لا تنتظر مساعيك الكريمة أيها الشجاع البطل!

نظلم أنفسنا باختيار المشقة وبالحكم على حياتنا على أنها فلم يحتاج للتشويق والأثارة حتى يحصل على تقييم عالي بموقع   IMDB! للسخافة والسطحية لتلك الأفكار التي تغزو مجتمعنا، أنوي أن أعيش بهدوء أن أمضي بسلام وأخطو خطواتي بتأني، لربما أموت ولن يشعر بموتي أحد، وهذه نهاية لا تقل انتصارًا عن غيرها من النهايات، ولطالما أحببت أن أشاهد تلك الأفلام الرتيبة التي لا أحد يشاهدها بالعادة، التي تصور لنا حياة أنسان.. بلا مشاهد تحبس الأنفاس ، مجرد شخص يذهب من بيته لعمله وينعم بحياة مليئة بالسكون والراحة، وتنتهي تلك الأفلام غالبًا بنهاية طبيعية بعيدة عن التصفيق الحار و موسيقى الانتصار الصاخبة، هذا كل ما أريد!

الخميس، 13 أغسطس 2020

يقيدني ويقودني

 



ما الذي يمكنني أن أقدمه لكِ اليوم؟ 

فاجئني




أختار أن لا أختار ، أن أدع الأقدار تسوقني لمكان غير مألوف

هذه المرة فقط ، أريد أن أشعر بأني فقدت السيطرة على حياتي، أريد حرية التجربة وعشوائيتها

 ومهما كانت النتائج ، سأكون راضية ، سأتحمل تبعات اختياري للمجهول.. أعدك بذلك

بيني وبين السلطة علاقة وثيقة، أفهمها، وأفهم معنى أن تحمل بيدك جُل أحداث يومك، أن تحرك الموج 

تبعًا لما تراه، عشت على هذا النسق منذ أن عرفتهبدا لي وكأنه الخيار الأكثر أمانًا، لثقتي العمياء برؤيتي 

المحدودة القاصرة للأشياء، وما أن أُلهمت معنى اللامحدودية، تراجعت وتنازلت عن الحكم التام 

وسمحت للمجهول بالتواجد.


سألتني أحدى الصديقات ما هي قيمك الحاكمة في الحياة وأجبتها الالتزام، طالما أجد نفسي أرددلازم تسوين كذا،

 لازم تخلصين الشغل اليوم ...الخوأدركت مدى استعبادي لنفسي، أرهقها كثيرًا بأمور تافهه 

وسطحية ترتدي لباس "الأمور ذات الأهمية القصوى"، أدركت مصدر التوتر والانشغال التام حينها ، ذلك الصوت الذي يلزمني طوال الوقت بأمور عديدة ، يقيدني ويقودني، ويحبط من قدري إذا لم أنصاع لهصوت يحتاج إلى تأديب .. أو ربما تجاهل؟لا أعلم 

 

السؤال هوهل أرغب بعمل ما أعمله؟ هل حقًا أرغب بأن تكون حياتي بهذا القدر من الملل؟

 هل أجرؤ على مرور يوم  بلا وجهة محددة؟ 

تساؤلات كثيرة، سأتركها تأخذني إلى إجابات لم اسمعها من قبل، وأصوات لم أعيرها اهتمامًا،
 أو في أسوء الأحوال بلا إجابة، 
 بلا توقعات تبدو الحياة أوسع بكثير والاجابة تحد من اتساعها 

الأربعاء، 5 أغسطس 2020

الجمهور المتطفل






يستوقفك، يناديك، يخبرك عن شعوره اتجاهك ومنظوره عنك، ويرحل.

يأتي شخص أخر ويعيد تسلسل الأحداث ولكن بكلمات مختلفة!

أحب أن أسميهم الجمهور المتطفل، لأنهم يقضون جُل أوقاتهم في الترصد للأخرين وإطلاق الأحكام عليهم، لديهم معادلة رياضية يجعلونك أحد المتغيرات فيها ليستخرجوا الناتج الذي يمثل مدى رضاهم أو تأييدهم لوضعك! 

يقيسونك كما يقيسون ثيابهم.. قد تبدو ضيق جدًا أو واسع أو في أحسن الأحوال ملائم لهم. وسيؤول بك الحال الى سلة القمامة أو إلى خزانتهم المظلمة بجانب بقية الملابس التي يتباهون بها، سيحاولون قصك أو إعادة تشكيلك، 

نعم هذا من الوارد جدًا! وبصفتك قطعة قماش لن يكون لك الحق بالرفض أو الاحتجاج، فلا يملك القماش صوتًا.

هؤلاء البشر ليسوا مستعدين لسماعك وأنت تبرر ما فعلته، أنت الصورة التي بداخلهم، لا زلت الشخص الذي شتم أخوه قبل ست سنوات أمام الملأ، أو الشخص الذي هجر أسرته عندما كانوا بأمس الحاجة له، صورة وحشية مخيفة تحمل أسمك في أعلاها، لا يعرفون معنى الغفران فهذه أمور إلاهية ليست خاصة بالبشر، هم لا ينسون ليس لقوة ذاكرتهم بل لقسوة قلوبهم، يملكون قلوب تستشف سواد العالم أجمع.

أرجوك! لا تهدر طاقتك في التبرير، لا أريد أن أكرر ذلك ولكن "لا يملك القماش صوتًا"، أحتفظ بتلك الطاقة لتسامح نفسك وتحبها لأنك تعلم بأن صورتك عن نفسك أرق بكثير من الصورة التي يملكها الجمهور المتطفل عنك.


السبت، 25 يوليو 2020

الصديق الأول والعدو الأول



ورقة وقلم، أُحصي جميع علاقاتي الحالية، وأرتبها من الأهم الى الأقل أهمية، 
وأخذت أصنف وأضع البعض في رقم واحد ( الأكثر أهمية)،اثنين، ثلاثة....حتى وصلت للعشرة.
أحسست بأنه لا داعي لاكمال القائمة، كل ما بعد العشرة غير مهم، وغير جدير بالذكر.

أعتمدت في التصنيف على تصوري لمدى تأثير هؤلاء الاشخاص على حياتي بصورة يومية،
 وكم يزرعون في رأسي من فكرة، أو يكسبوني شعور، كم أخذ منهم وكم أعطيهم، 
والعلاقة الأولى هي بلا شك العلاقة التي تملك السيطرة على جزء كبير من حياتي، أفكاري، مشاعري.. الخ

الغريب، وما أثار دهشتي، هو أني سردت القائمة بسرعة، بلا أي تفكيرأو مراجعة، 
كانت مهمة سهلة، وكأنني أكتب قائمة تسوق ولكن بأسماء بشر! 
لربما نسيت أسم يعتلي كل حياتي، رجعت لأفتش ما إذا كنت كتبت ذلك الأسم! لم أكتبه.. ياللخيبة!

كيف لي أن أنسى أسم شكلني ويعيد تشكيلي كل يوم من جديد!
 كيف لي أن أنسى أهم عدو وأهم صديق لي، هل أنا عمياء لهذه الدرجة! 
أم أنني تعمدت عدم كتابة أسمه لأنني أعتدت عليه، أصبح كأحد ممتلكاتي الشخصية التي تلازمني دائماً 
إلى درجة أني لم ألحظ وجودها.

حسنًا، دعنا نعيد كتابة تلك القائمة، الأسم الأول: الجوهره، تبدو أفضل الآن!

إعتذار حار، تقبلي إعتذاري.. أغفو عنك كثيرًا، لا أتحدث معك، حقك علي عظيم! 
عذرًا لجهلي ولتغافلي، عذرًا لكلمة انتظرتي سماعها ولم أسمعك أياها،
و لقبعة أستحقيتي أن أرفعها من أجلك وتجاهلتك قائلةً : " كل الناس يسوون مثلك وأفضل منك بعد!" ، 
عذرًا لقباحة تعاملي معك، ولقسوتي التي لا تستحقينها، عذرًا لإطفائك بداخلي مئات المرات،
 لزجرك وأنتِ تتحدثين إلي.

عذرًا لصوتك الذي خنقته ولطموحك الذي كسرته
 ورميت بحطامه بعيدًا،بعيدًا جدًا.. حتى لا أصل اليه مره أخرى.

الاثنين، 20 يوليو 2020

موطئ قدمي


دعني أخذ بيدك، الى السر..

لا أحبذ الضبابية.. سأكون شفافة قدر المستطاع

سأصف لك شعوري.. الذي تعلمت مؤخرًا أن أصفه وأحس بوجوده في المكان

عندما مر الصوت وسحبني معه.. تبعته طواعية، كما لو أني منومة مغناطيسيًا، وأنا أتجرد من عقلي ومنطقي، تبعته بتسليم تام وعدم مقاومة.

أريدك أن تصل كما وصلت، ولكن لا أفرض عليك شيئًا، كن كما ينبغي لك أن تكون، أشعر بكل ما تشعره، لا توجه نفسك، لا تقاوم، لا تحاول توجيه نفسك إلى مكاني. لأن مكاني ليس هو الهدف، بل مكانك أنت!

قم! ركز قليلاً.. اسأل سؤالك الذي يحتاج إجابة.. أعلم أن التساؤلات تنهال عليك الآن أو أنك تشعر بفراغ عميق ولا يحضرك أي سؤال.. لا بأس .. سأعطيك تلميحه للسؤال الذهبي: أين أنا الآن؟ أين تطأ قدمي؟

راقب المكان ونفسك، ضع تصنيفات لحياتك ولكل ما يدور فيها من مشاعر وأفكار

كن صادقًا، وأفتح قلبك أمام ذاتك.. أعترف بكل شيء، لست في محكمة ولا أحد سيسمعك سواك

كون تلك الصورة عن نفسك الحالية، لا يسمح لك بتعديل الصورة، اجعلها مطابقة للواقع تمامًا!

أرحب بك على أرض الواقع ، وأتمنى لك رحلة اكتشافية ممتعة ومثرية، سأتركك مع بعض الكنوز التي تستحقها:

- مستقبلك بيد آمنة، ما دمت تعرف من أنت ولما أنت هنا، أصبحت محل ثقة!
- ماضيك لا يعبر عنك بأي شكل من الأشكال، حتى واقعك سيصبح ماضي يومًا ما. أنها رحلة متجددة!
- البداية : هنا والآن.

الثلاثاء، 14 يوليو 2020

رتم جديد


تصاعد وتنازل .. رمز للحياة على جهاز قراءة نبضات القلب 
تناغمك مع هذا الرتم يضمن لك تجربة أرضية غنية ومثرية.

هكذا نعاهد الله بأرواحنا ، أن نبقى مع كل شهيق وزفير 
وصعود ونزول.. نستقبل ونرسل ونمرر الحياة للداخل والخارج
، أن نشارك في دائرة الأحياء ونتحرك فيها.

لم نخلق لنستنسخ الماضي أو حياة الآخرين ، أو لأن نكرر ونعيد 
التجارب السابقة ..
خلقنا لنضيف ونزيد ونجدد ونكون النقطة المحورية في قصتنا
، وقصة الأرض..
 ولأن نكون السقف الأعلى للحياة والأرض الجديدة للعالم.

لن يأتي اليوم الذي نتوقف فيه عن التساؤل وأخذ المنعطفات والتطوير
 ، وإذا أتى..
 فحريًا بنا أن نعتد للموت، والتقاعد من الحياة.

يختار بعض الأشخاص أن يضفي على حياته تجارب حابسة للأنفاس ، 
وتمتاز ببعض المخاطرة، كالذي يخطر على بالك الآنالقفز المظلي 
والوقوف على حافة جبل شاهقوكأنهم في تحدٍ مع الحياة 
لبلوغ مشارف الموت والعودة من جديد لخط الصفر
يختارون التهور والمخاطرة وتسلق السلم والارتفاع عن المستوى الحالي.
 والبعض الأخر يميل الى النزول والانحدار الى ما تحت الصفر 
وهذا شكل أخر من التحديات مع الحياةلينعش في نفسه قيمة الحياة 
ويراها من منظور القاع ويحرز نقطة تنازليه جديدة في حياته.

في كلا الحياتين، لابد للانسان أن يعي أهمية الصعود والنزول 
في خلال تجربته الأرضية، وأن يختار لنفسه 
تجربة جديدة توصله لشعور غيرمسبوق
سيصل بذلك الى مساحات وآفاق ومصادر إلهام 
تشحنه بالأمل وتجدد عهده مع الحياة.

الخميس، 9 يوليو 2020

فراغ ممتلئ بذاته








"Melancholy"
هي الكلمة التي ساقتني اليها الاقدار وأنا أبحث عن صورة معبرة لتدوينتي هذه، 
وجدتها كعنوان للصوره التي ارفقتها بالأعلى، وهو مجسم تعبيري مؤثر موجود
 في جنيف منذ 2002.
لا أخفيكم أني لا أعرف معنى هذه الكلمة، وفي أول محاولة ترجمة لها 
من صديقي المترجم قوقل  ظهر لي : حزن، كآبة.
أخترت أن أبذل جهد أكبر وأبحث في القاموس  : a feeling of sadness 
لذا لا أحب البحث في القواميس
واخر ما توصلت اليه هو هذا الفيديو:

لن أتوقف هنا ما زال منظوري مختلف عن تلك الصورة، اذا كانت تعبر عن الأسى
 والحزن والفقد لدى الكثير من سكان جنيف فأنا ألتمس منها شيء يشبهني 
وأكاد أجزم بأنها تشبهنا جميعًا.
ذلك الفراغ الذي لا نأمل بأن يمتلئ، وجوده يعني فراغ، 
والفراغ مساحة، والمساحة تعني الحرية والتوسع
 و بمنظور أخر المكان الرحب الذي يحتويك بشساعته

قد يفني الشخص حياته محاولاً إيجاد ما يمكنه سد تلك الثغرة الداخلية،
 ويموت قبل أن يكتشف بأنها غير قابلة للملئ، هي جزء من تكوينه،
وجودها يعني كماله الذي لم يلحظه قط!
 هي قابعة بمنتصف روحه ليستند عليها ، هي محور توازنه الذي يجب أن ينسب الفضل اليها، كلما وقف. 

وجودها، يذكره بأنه بشري، وأن نقصه طبيعة، و زيادته تشويه للفطرة،هي تعيده دائمًا للأصل ،
للعدمية، اللاشيئية.