كم مرة
شاهدت فلم وصفقت للنهاية الدراماتيكية الأسطورية؟
يدفعنا
هذا بشدة للوصول إلى نهاية مشابهة، ومع بداية كل سنة نلتحق بركب "كتابة
الأهداف" واللذين ينتهجون " لن أبلغ المجد حتى ألعق الصبرا" فنلعق
الكثير من الصبر حتى نصبح بين باب مقفل وهدف لم يتحقق ويحيطنا اليأس من جميع
الاتجاهات ونشعر بأننا محاصرين بالفشل وأن القدر المكتوب يحمل لنا "قرادة
الحظ" وأن قصتنا لن تتوج بالنهاية الأسطورية المتوهجة.
مؤسف!
قصة
فشل أليس كذلك؟ أنه نمط متكرر يحدث للجميع حتى أصبحنا نظن بأن الجميع
"فشلة" وأن الناجح هو من حارب الحياة وقطع المسافات بمشقة وواجه الفشل
بشجاعة حتى وصل لتلك النهاية وبالطبع لديه "حظ حلو" وما أندر ذلك الحظ!
نعيش
في كم هائل من التظليل والوهم، بدًا بفكرة الحظ ووصولاً لصناعة الأمجاد وترك
الأثر، لن تحتاج الأرض إلى بصمات 7 مليار شخص .. اطمئن! لن تنتهي حياتنا إذا لم
تعمل لتنقذنا، البشرية لا تنتظر مساعيك الكريمة أيها الشجاع البطل!
نظلم أنفسنا باختيار المشقة وبالحكم على حياتنا على أنها فلم يحتاج
للتشويق والأثارة حتى يحصل على تقييم عالي بموقع IMDB! للسخافة
والسطحية لتلك الأفكار التي تغزو مجتمعنا، أنوي أن أعيش بهدوء أن أمضي بسلام وأخطو
خطواتي بتأني، لربما أموت ولن يشعر بموتي أحد، وهذه نهاية لا تقل انتصارًا عن
غيرها من النهايات، ولطالما أحببت أن أشاهد تلك الأفلام الرتيبة التي لا أحد يشاهدها
بالعادة، التي تصور لنا حياة أنسان.. بلا مشاهد تحبس الأنفاس ، مجرد شخص يذهب من
بيته لعمله وينعم بحياة مليئة بالسكون والراحة، وتنتهي تلك الأفلام غالبًا بنهاية طبيعية
بعيدة عن التصفيق الحار و موسيقى الانتصار الصاخبة، هذا كل ما أريد!